تخفي النفس البشرية أسرارا مدهشة ما زلت تجهلها
لطالما تساءلت الدراسة المنهجية للعمليات العقلية والسلوك البشري عن سبب تصرفنا بالطريقة التي نتصرف بها. علم النفس البشري لديه خصائص غريبة غير معروفة نسبيًا.
اكتشافات نفسية مفاجئة
في مقال اليوم، سنشرح أربع اكتشافات نفسية مذهلة تجيب على بعض الألغاز في نفسيتنا.
1. تأثير هالو
تأثير هالو هو أحد المفاهيم التي جذبت أكبر قدر من الاهتمام من علماء النفس الاجتماعي. يتعلق الأمر بتحيز معرفي يعطي انطباعا عاما عن شخص ما (على سبيل المثال: "إنه لطيف") انطلاقا من أحكام مسبقة تتعلق بسمات معينة (على سبيل المثال: "إنه ذكي"). مثال بسيط على تأثير هالو هو نجوم الشاشة الكبيرة.
عادةً ما يكون الممثلون المشهورون الذين يظهرون في الأفلام الأكثرشعبية أشخاصا يتمتعون بجاذبية جسدية كبيرة و مهارات التعامل مع الأشخاص.هم يعرفون كيف يأسرون بالإيماءات و النظرات، فهم متحكمون بشكل مبهر في الصورة التي يسوقون لها. هاتان السمتان (الجاذبية الجسدية و التعاطف) تجعلنا نفترض من خلال هذا التأثير النفسي الغريب، أنهم أيضًا أذكياء، كريمون و ودودون. تأثير هالو يلعب أيضًا في الاتجاه المعاكس: إذا لم يكن الشخص جذابًا جسديًا، فسنميل إلى الاعتقاد بأنه شخص غير لطيف أو غير مثير للاهتمام. أي أننا سنميل في هذه الحالة إلى إسناد سمات محددة سلبية.
2. الطاقة المظلمة للدماغ
و لو أن الأمر يبدو غير بديهي، عندما نجمد تفكيرنا دون التفكير في شيء محدد أو نكون على وشك النوم، فإن دماغنا يستخدم طاقة أقل بنسبة 5٪ مقارنة مع محاولتنا حل الألغاز الصعبة.
ليس هذا فحسب: عندما يحدث هذا، تبدأ مناطق كبيرة من الدماغ في إرسال إشارات بطريقة منسقة، مما يتسبب في عمل مئات الآلاف من الخلايا العصبية معًا... و لا نعرف حقًا سبب ذلك. الواقع هو أن هذه المناطق من الدماغ، والتي هي جزء مما يسمى بالشبكة العصبية الافتراضية، تتوقف عن العمل معًا عندما ننتبه ونستخدم اهتمامنا المركّز لحل المهام أو التفكير في أشياء محددة، هذا النمط من الإشارات الكهربائية تسمى "الطاقة المظلمة للدماغ".
3. التنافر المعرفي
لماذا نخدع أنفسنا؟ هذا سؤال آخر طرحه علماء النفس و الفلاسفة على مر القرون. في دراسة علم النفس البشري، يوصف التنافر المعرفي بأنه عدم ارتياح أو الإحساس المتناقض الذي نشعر به عندما تتعارض معتقداتنا مع أفعالنا، أو عندما ندافع عن فكرتين متعارضتين في نفس الوقت.
أظهر الباحثان ليون فيستنجر و جيمس كارسميث شيئًا مثيرًا للدهشة والذي كان علامة فارقة في دراسة التنافر المعرفي. إذا طُلب من شخص أن يكذب و هو ليس شخصا يكذب عادةً، فسيكون قادرًا على الكذب و سيستمر في إقناع نفسه أنه شخص أمين.هذا أمر غريب، أليس كذلك؟ ولكن كيف يكون هذا ممكنا؟ يحل العقل البشري هذه الأنواع من التنافر المعرفي عن طريق إقناع نفسك بأن الكذبة التي قلتها للتو صحيحة في الواقع. على الرغم من أن هذا قد يعمل على مستوى غير واعي، إلا أن الحقيقة هي أن دماغنا يميل إلى اعتبارنا أناسا صالحين.
4. تأثير الإجماع االخاطئ
تأثير الإجماع الخاطئ هو تحيز معرفي آخر يتم دراسته في جميع مدارس علم النفس. إن تأثير الإجماع الخاطئ يجعل العديد من الأفراد يميلون إلى المبالغة في تقدير درجة "الاتفاق" لدى الآخرين تجاه مناهجهم أو آرائهم. بالتأكيد، نحن نميل إلى إدراك أن آراءنا أو قيمنا أو معتقداتنا يدعمها غالبية الأشخاص من حولنا. ينتج عن هذا الاعتقاد أننا نميل إلى المبالغة في تقدير الثقة التي نتمتع بها في آرائنا، حتى لو كانت خاطئة أو متحيزة .
من الآن فصاعدًا، تذكر: تأثير الإجماع الخاطئ يمكن أن يجعلك تعتقد أن رأيك يشاركه الآخرون ... وربما تكون أنت الوحيد الذي يعتقد ذلك.