النقاط الأساسية التي يجب أن تتمحور حولها ممارسة الكوتشينج
حاولت جمعيات مختلفة تحديد مهارات المدرب (الكوتش) اللازمة لأداء عمله بشكل صحيح. مصطلح الكفاءة منتشر في بيئة العمل لأنه مؤشر على الأداء الجيد في الوظيفة التي يعمل فيها الفرد.
على الرغم من استخدام مفهوم الكفاءة في المجال المهني، إلا أنه يُستخدم أيضًا في مجالات أخرى مثل تطوير الموارد البشرية و التعليم.
مهارات المدرب: ما هي؟
في هذا المقال سنعرض 11 كفاءة للكوتش الأكثر أهمية، و لهذا سنستعين بقائمة الاتحاد الدولي للمدربين (ICF). تم وضع هذه اللائحة لأغراض مختلفة: لتوفير إطار مرجعي للأداء المهني الجيد أو لمقارنة و تحسين برنامج تدريب المدربين.
1. احترام المعايير الأخلاقية و القيمية
تشير هذه الكفاءة إلى القدرة على فهم الأخلاقيات و المعايير المهنية للتدريب أو الكوتشينغ، و كذلك الالتزام بمدونة أخلاقيات المهنة. ليس فقط من الضروري فهم هذه المعايير و القيم، و لكن من الضروري أيضًا تطبيقها من أجل الممارسة المهنية الجيدة. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر مدونة الأخلاقيات جانبا مهما من كفاءات التدريب لأنها توضح الاختلافات بين الكوتشينغ و الاستشارات و العلاج النفسي و مهن الدعم الأخرى.
2. إبرام اتفاقية التدريب
إنها القدرة على فهم ما هو مطلوب في كل تفاعل محدد بين المدرب و المستفيد، و إبرام اتفاق مع العميل حول علاقة التدريب. لذلك، فإن المدرب الذي يتقن هذه الكفاءة يفهم و يقدم بشكل فعال للعميل الإرشادات و المعايير المحددة لعلاقة التدريب (الخدمات اللوجستية، الأسعار، التقويم، مشاركة أطراف أخرى، إلخ). أيضًا القدرة على التوصل لاتفاق حول ما هو مناسب و ما هو غير مناسب في علاقة التدريب، و حول الخدمة التي سيقدمها المدرب و الطريقة التي سيستخدمها.
3. بناء الثقة و الألفة مع العميل
إنها القدرة على خلق بيئة مواتية تساهم في تنمية الاحترام و الثقة المتبادلين. تتجلى أهمية هذه الكفاءة في كون المدرب يظهر علامات الاهتمام الحقيقي بالعميل، و يبرهن باستمرار على النزاهة المهنية و الشخصية، و يؤسس اتفاقيات واضحة، كما أنه يحترم آراء العميل، و يدعمه في قراراته مع احترام خصوصيته في كل الأوقات.
4. الحضور في التدريب
إنها القدرة على أن تكون واعيا تمامًا و أن تخلق علاقة عفوية مع العميل باستخدام أسلوب مفتوح و مرن و واثق. يستخدم المدرب حدسه و يثق في معرفته الداخلية، و هو قادر على إدراك أنه لا يعرف كل شيء و يظهر الثقة عند التعامل مع المشاعر القوية. يتمتع المدرب بضبط النفس اللازم لتوجيه العميل دون أن يطغى عليه.
5. الإنصات الفعال
يعرف الكوتش كيف يركز بشكل كامل على ما يقوله العميل و ما لا يقوله، و يفهم معنى كلماته في سياقها. هذه إحدى كفاءات المدرب التي لها علاقة بمهارات التواصل، لأنه من خلال الاستماع الفعال يتم إيلاء اهتمام أكبر لما يقوله العميل، و لكنه يساعد أيضًا المستفيد على التعبير عن نفسه.
6. الحزم في السؤال
هذه من أكثر المهارات تمثيلا للمدرب في عمله، حيث يجب عليه طرح أسئلة قوية، أي الأسئلة التي تكشف عن المعلومات الضرورية للحصول على أكبر فائدة للمستفيد. هذه الأنواع من الأسئلة تجعل المستفيد يفكر، أي أنه يفضل معرفة الذات و التفكير الذاتي، و يساعد العميل على الالتزام بالعمل. تستخدم الأسئلة السقراطية في الكوتشينغ.
7. التواصل المباشر
هي القدرة على التواصل بشكل فعال أثناء جلسات الكوتشينج و القدرة على استخدام لغة إيجابية و فعالة في العلاقة مع المستفيد. يقدم المدرب الذي يتقن هذا النوع من الكفاءة ردود فعل فعالة، واضحة و مباشرة، و يشير بوضوح إلى أهداف العلاقة بين المدرب و المستفيد كما يستخدم لغة مناسبة و محترمة، مما يعززعلاقة كوتشينغ ممتازة.
8. خلق الوعي
إنها القدرة على دمج و تقييم مصادر المعلومات المختلفة بدقة و تقديم تفسيرات تساعد العميل على أن يكون على دراية و بالتالي تحقيق الأهداف المتفق عليها. يخلق المدرب الوعي بطرق مختلفة، على سبيل المثال، من خلال اقتراح تأملات بحثًا عن فهم أكبر من جانب المستفيد أو مساعدته على تحديد المعتقدات المقيدة التي لا تسمح له بالنمو.
9. تصميم خطة العمل
إنها القدرة على خلق فرص التعلم المستمر مع العميل أثناء التدريب (في العمل و الحياة بشكل عام) . تشير هذه الكفاءة إلى عمل المدرب الذي يسهل على المستفيد معرفة الإجراءات الجديدة التي تؤدي بفعالية إلى نتائج التدريب المتفق عليها. بهذه الطريقة، يساعد المدرب المستفيد على تحديد أهداف جديدة تسمح له بإثبات تعلم جديد و تعميقه. كما أنه يشرك العميل في استكشاف أفكار جديدة و مواقف بديلة، كما يمكنه من تعزيز فرص التعلم التجريبي.
10. تخطيط و تحديد الأهداف
إنها القدرة على تطوير خطة تدريب فعالة مع العميل و الحفاظ عليها. يقوم المدرب بتوحيد المعلومات التي تم جمعها و وضع خطة تدريب لتحقيق الأهداف. الأهداف تكون محددة و قابلة للتحقيق و القياس في الزمن. يتمتع المدرب الجيد بالقدرة على إجراء تعديلات على ما تم التخطيط له و مساعدة العميل على الوصول إلى الموارد اللازمة لاكتساب الأهداف و تحقيقها.
11. حسن إدارة التقدم و المسؤولية
ضمن كفاءات المدرب تتمحور القدرة على الحفاظ على الاهتمام بما هو مهم للعميل و نقل المسؤولية إلى هذا الأخير. لتحقيق ذلك، يقترح المدرب و يطلب من العميل التدابير التي توجهه إلى الهدف المنشود و المخطط له، كما أنها تعزز الانضباط الذاتي للعميل. الكوتش الجيد يعطي ملاحظات فعالة للمستفيد من حصص التدريب و يوجهه بشكل إيجابي عندما لا يمتثل لخطة العمل المتفق عليها.