الارتباط الذي سيثير الكثير من الجدل
غالبًا ما تفاجئنا نتائج الأبحاث، وقد تبدو أحيانًا مثيرة للجدل للغاية. على الرغم من غرابة نتائج دراسة نشرت في مجلة Clinical Anatomy، إلا أن طول السبابة والبنصر، وكذلك عدم التماثل في كلتا اليدين، يمكن أن يتنبأ بالفصام لدى الرجال.
ما هو الفصام؟
الفصام هو اضطراب ذهاني يسبب تشوهًا خطيرًا في التفكير وإدراك الواقع. يعاني الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض الخطير من الهلوسة (البصرية أو السمعية)، والأوهام، وفقدان الاتصال بالواقع، أو اضطراب في إدراك الذات، من بين أعراض أخرى. بشكل عام، يعاني مرضى الفصام أيضًا من فقدان الحافز، أو نقص الطاقة، أو الاضطرابات العاطفية، أو الانسحاب الاجتماعي.
في العالم العربي يؤثر هذا الاضطراب على ملايين الأشخاص، وعادةً ما يبدأ ظهوره خلال فترة المراهقة (على الرغم من ذلك أيضًا في مرحلة الطفولة) أو في مرحلة البلوغ المبكر. ويبدو أنه يبدأ عند الرجال في سن مبكرة مقارنة بالنساء.
على الرغم من أنه ليس من المعروف على وجه اليقين ما الذي يسبب الفصام، يبدو أن هناك بعض الإجماع على أن الأمر يتعلق بمجموعة من العوامل الوراثية والبيئية.
يتراوح متوسط العمر المتوقع للمرضى المصابين بالفصام يتراوح بين 10 إلى 20 عامًا أقل من الأشخاص الذين لا يعانون من هذه الحالة.
الدراسة والاستنتاجات
الدراسة التي نشرتها مجلة Clinical Anatomy، أجراها باحثون في تركيا وقاموا بقياس طول 103 رجال مصابين بالفصام، ثم قارنوا البيانات بطول أصابع 100 رجل سليم.
بالنسبة للدراسة، تم حساب نسبة الأصابع (طول السبابة مقسومًا على طول البنصر) ووجد الباحثون أن الرجال المصابين بالفصام لديهم إصبع السبابة أطول والبنصر أقصر. حدث هذا فقط في اليد اليمنى، حيث لم يتم العثور على اختلافات كبيرة في اليد اليسرى. يُعرف عدم التماثل هذا بين أيدي الأشخاص المصابين بالفصام باسم "مؤشر عدم التماثل".
ووفقا لمدير البحث، الدكتور تانر أوزنور، فإن “مؤشر عدم التماثل له فائدة محتملة كاختبار تشخيصي لتحديد وجود مرض انفصام الشخصية”.
وكما استنتج الباحثون، فإن السر قد يكون في هرمون التستوستيرون.
أظهرت الكثير من الأبحاث السابقة أن التعرض لمستويات غير طبيعية من هرمون التستوستيرون في الرحم (أثناء مرحلة الجنين) يمكن أن يكون له تأثير سلبي على نمو الدماغ، مما يزيد من خطر الإصابة بالفصام والاضطرابات العقلية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، نفس التعرض لهرمون التستوستيرون في الرحم يمكن أن يؤثر أيضًا على حجم وطول الأصابع.
لكن هل يشير هذا إلى أن طول الإصبع ينبئ بالفصام؟ ليس بالضبط، لأنه على الرغم من وجود علاقة ارتباط بين طول الأصابع ومرض الفصام، إلا أن هذا لا يعني أن الأمر يرجع إلى علاقة سببية، فقد يكون بسبب متغيرات أخرى أو ببساطة عن طريق الصدفة. ما يبدو واضحًا هو أن هذا البحث سيثير أبحاثًا مستقبلية على هذا المنوال لاستبعاد هذه النتائج أو تأكيدها.
ومن ناحية أخرى، تم إجراء هذه الدراسة على الرجال فقط، وقد تكون النتائج مع النساء مختلفة.